مفتي الجمهورية: الدولة تواجه تحدياتٍ ومؤامرات جمة منها حروب الجيل الرابع

مفتي الجمهورية: الدولة تواجه تحدياتٍ جمَّةً منها المؤامرات والحروب
مفتي الجمهورية: الدولة تواجه تحدياتٍ جمَّةً منها المؤامرات والحروب

مفتي الجمهورية: الدولة تواجه تحدياتٍ جمَّةً منها المؤامرات والحروب التي أخذت أشكالًا جديدة مثل حروب الجيل الرابع

_ أدعياء العلم أسلوبهم خطابي مبني على العواطف الحماسية ويستغلون الدين في تحقيق أغراضهم الدنيوية

- الانتماء الوطني أمر فطري وواجب شرعي .. وعلينا الانتباه إلى خطورة الانتقاص من أهل الاختصاص والتطاول على علماء الأمة

- أول طريق الحفاظ على الشباب هو الالتفات إلى أهمية تنمية الوعي لديهم.. وتزييفه أخطر من جميع مُغيِّبات العقل


قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الأمم إنما تُبنى بسواعد الشباب؛ ذلك لأن الشباب هم عماد أي أمة من الأمم وسر نهضتها وبناة حضارتها وهم حماة الأوطان والمدافعون عن حياضها؛ موضحًا أن مرحلة الشباب هي مرحلة الطاقة والحيوية المتدفقة والعطاء.

اقرأ أيضا | المفتي: الزوجة المصرية داعمة لزوجها وأسرتها ومحافظة على كيان الأسرة

جاء ذلك خلال محاضرة فضيلة المفتي لطلاب جامعة بنها، بحضور أ. د. جمال سوسة رئيس جامعة بنها، واللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، والتي تحدث فيها عن قضية الوعي، ودور الشباب في بناء المجتمعات، مشيرًا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم اهتمَّ بالشباب اهتمامًا كبيرًا؛ فقد كانوا أكثر فئة وقفت بجانبه في بداية الدعوة فأيدوه ونصروه ونشروا دعوة الإسلام وتحملوا في سبيل ذلك المشاق والأهوال.

كما كان صلى الله عليه وآله وسلم يثق بالشباب ويعتمد عليهم في أداء المهمات الثقال، ومن دلائل احترامه لهم أنه كان يمر بالصبية يلعبون فيُسلِّم عليهم، ويلاحظ الغلام يسيء الأدب عند الطعام فيُرشده إلى آدابه، أو لا يُحسِن أحدهم أن يصلي فيأخذ بيده، وكان يشجعهم في رياضتهم.

وأضاف فضيلته: حث الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب على أن يكونوا أقوياء في العقيدة، أقوياء في البنيان، أقوياء في العمل، حيث قال: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ"؛ غير أنه عليه الصلاة والسلام نبَّه أن القوة ليست بقوة البنيان فقط ولكنها قوة السيطرة على النفس والتحكم في طبائعها، فقال: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ"، وبهذا عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على إعداد الشباب وبناء شخصيتهم القوية؛ ليكون الشباب مهيَّئًا لحمل الرسالة، وأقدر على تحمل المسئولية، وأكثر التزامًا بمبادئ الإسلام.

كما تطرقت كلمة فضيلة المفتي إلى أهمية بناء الوعي، موضحًا فضيلته أن أول طريق الحفاظ على الشباب هو الالتفات إلى أهمية تنمية الوعى لديهم؛ ذلك لأن مفهوم الوعي في حقيقته يدور حولَ الإدراكِ الدقيق والحقيقي؛ إدراكِ الذات، وإدراكِ المتغيرات التي تُحيط بالإنسان، والوعي بهذا المفهوم هو صفةٌ إسلاميةٌ أصيلة وعامة؛ ذلك أن الشريعة الإسلامية قد أَسَّست للوعي بمفهومه الشامل، فبيَّنت حقيقة الذات البشرية، والكون المحيط، وعلاقة الإنسان بذلك الكون، مشددًا على أن تزييف الوعي وتضليل العقل أخطر على الشباب من جميع مُغيِّبات العقل ومُذهِبَات الفهم كالمخدرات وغيرها، فغياب الوعي من أكبر الأخطار المهددة لهم؛ وهذا هو ما يعلمه أعداء الأمة وأعداء البشرية من حماة التطرف والإرهاب فيستخدمونهم بابًا لتسريب أفكارهم ومِعوَلًا لهدم أساس الأمة وبنائها.

وأكَّد فضيلة المفتي أن قضية الوعي هي قضية علم في الأساس ويتَّضح ذلك من قصَّة خلق آدم فهي تربط بين خلافة آدم في الأرض وبين العلم، موضحًا أن الشباب هو القوة الدافعة والمستقبلية لأن نسبة الشباب في مصر تزيد عن ٤٠٪؜، لذا يجب أن نضع البرامج لهؤلاء الشباب حتى يكون لديهم وعي وإدراك صحيح يؤهلهم ليكونوا قادة المستقبل.

كما أوضح أن التحديات التي تواجه الشباب كثيرة، ومن أهمها قضية الخطاب الديني؛ ذلك لأنَّ الجماعات المتطرفة استغلَّت الدين وجعلته مطية لأغراض سياسية، مشيرًا إلى أن الأزهر على مدار تاريخه قد تبرأ من هذا المسلك، ومن ثم يجب الحذر من التدين الشكلي الذي يهتم بالقشور ولا يهتم بالجذور، لأن جماعة الإخوان الإرهابية تبنَّت فكر الخوارج واستغلَّت الدين للوصول إلى أغراض سياسية، ولا شك أن استغلال الدين للوصول إلى أغراض سياسية محكوم عليه بالفشل.